أحكام السينما والأعمال المسرحيّة

حكم السينما

ما هو حكم الذهاب للسينما؟

ج: لا يخفى لما للسينما والأفلام من دور كبير في التأثير على السلوك والفكر، بغضّ النظر عن كونه تأثيراً حسناً أو سيئاً، فبشكل عام أصبحت هذه الأداة من أقوى الوسائل التي تنشر الفكر وتؤثّر فيه كثيراً.

ولا يمكن الحكم على جميع الأفلام بحُرمة مشاهدتها، فهناك الكثير من الأفلام العلميّة أو التاريخية المفيدة، وهناك أيضاً الكمّ الهائل من هذه المواد والأفلام تُحارب الأخلاق والفضيلة وتدعو للرذيلة، من هنا سعى البعض لتحريمها مطلقاً.

من حيث المبدأ لا يوجد أي إشكال في أصل الذهاب للسينما، وإنما قد يطرأ عليه حكم الحرمة لما يُرافق الذهاب للسينما من مُحرمات، من قبيل:

1-  الاختلاط بين الجنسين، وكذلك النظرة المُحرّمة.

2-  مضمون الأفلام أو ما يُرافقها من أغاني محرّمة أو موسيقى أو لقطات جنسيّة وغيرها ممّا لا تنفك عنه عادةً.

فلو افترضنا خلَتْ السينما من هذه المحاذير، فلا مانع من الذهاب إليها.

  v    استفتاءات الإمام القائد ’حول السينما وأعمال المسرح:

س: هل تجوز الإستفادة وحسب الضرورة من زيّ علماء الدين والقضاة في الأفلام السينمائية؟ وهل يجوز تدوين وإنتاج الأفلام السينمائية ذات الصبغة الدينية و العرفانية بشأن العلماء الماضين أو المعاصرين، مع المحافظة على احترامهم وصيانة حرمة الإسلام، وعلى أن لا تتضمن إساءة إليهم ولا انتقاصاً منهم، علماً أنّ الهدف من ذلك عرض القيم السامية والهادفة التي يتّسم بها الدين الإسلامي الحنيف، أو بيان مفهوم العرفان والثقافة الأصيلة التي تمتاز بها أمتنا الإسلامية ومواجهة الثقافة المعادية والمبتذلة، ويقع تصوير كل ذلك بلغة سينمائية جذابة ومؤثرة، ولا سيما للجيل الشاب؟

ج: نظراً الى أنّ السينما وسيلة للتوعية والإعلام، فلا بأس في تصوير وعرض كل ما يمكن أن يُستفاد منه لوعي الشباب وغيرهم، وفي نشر الوعي وترويج الثقافة الإسلامية؛ ومن جملة ذلك عرض شخصية عالم الدين وحياته الشخصية، وما له من الزيّ الخاص به، وكذا سائر رجال العلم وأصحاب المناصب وحياتهم الشخصية، إلاّ أنه يجب مراعاة شؤونهم الخاصة وحرمتهم وحرمة حياتهم الشخصية، وأن لا يُستفاد من ذلك من أجل عرض مفاهيم منافية للإسلام.

س: عزمنا على إخراج فيلم روائي ملحمي يجسّد واقعة الطفّ الخالدة ويُظهر القيم الإسلامية العالية والمبادئ العظيمة التي استُشهد من أجلها الإمام السبط o. علماً بأنه لا يظهر بهذه المناسبة الإمام الحسينoبالصيغة المرئية القريبة من ملامح البشر العاديين، بل سيُعطى من خلال التصوير والإخراج والإنارة شخصية نورانية، فهل يجوز إخراج مثل هذا الفيلم، وإظهار شخصية الإمام الحسين بالكيفية المذكورة؟

ج: لو كان الإخراج من المنابع الوثيقة، مع الاحتفاظ التام بقداسة الموضوع، ومراعاة رفعة شأن ومنزلة الإمام الحسين وأصحابه وأهل بيته الكرام سلام الله عليهم اجمعين فلا مانع منه، ولكن من الصعب جداً الاحتفاظ بقداسة الموضوع كما ينبغي، وبحرمة الإمام الشهيد وأصحابه، فلابد من الاحتياط في هذا المجال.

س: ما هو حكم ارتداء الرجال للألبسة النسائية وبالعكس، لأجل التمثيل المسرحي والسينمائي؟ وما هو حكم تقليد النساء لأصوات الرجال وبالعكس؟

ج: لبس ثياب الجنس المخالف وتقليد صوته في مقام تمثيل وأداء الخصوصيات التي يتّصف بها الشخص الحقيقي، إذا لم يكن بشكل يسبّب الفساد، لا يبعد جوازه.

س: ما هو حكم استفادة النساء من الدهون ومساحيق التجميل في المسرحيات أو التمثيليات التي يشاهدها الرجال؟

ج: إذا كان عمل التجميل من نفس المكلّف أو بواسطة النساء أو أحد المحارم، ولم تترتّب عليه مفسدة، فلا إشكال فيه، وإلاّ فلا يجوز نعم يجب الاجتناب عن إظهار الزينة عن غير المحارم [1

§        تمثيل شخصيات آل البيت q:

س: ما هو حكم تمثيل شخصيات آل بيت النبي qأو الصحابة المنتجبين في عمل مسرحي أو فيلم سينمائي؟ مع أخذنا بالاحتياط الشديد أن تمثيل تلك الشخصيات لن يضر بالمساس لها بالسوء والعياذ بالله وإنما يهدف إلى طرح سيرتها بعمل تاريخي فني درامي.

ج: لا مانع منه في نفسه مع مراعاة رفعة وشأن ومكانة أولئك العظام q، ولكن مع ذلك لابدّ من مراعاة الاحتياط في هذا المجال.

§        مشاهدة أفلام ذات مشاهدة وحشية:

س: هناك بعض مقاطع الفيديو أو الصور في الانترنت وربما وجدت على أقراص الكمبيوتر تحتوي على مشاهد وحشية لما قام به بعض من يدعي الإسلام في العراق من عملية قطع رأس الرهائن الذين احتجزوهم بالسكين، كما يوجد أيضاً مقاطع أخرى لعمليات مماثلة قام بها النظام البعثي السابق في العراق، بعضها تفجير للمعتقلين وبعضها قتل بالسكين أيضاً، وجميعها مشاهد وحشية، والسؤال: ما هو حكم مشاهدة هذه الصور والمقاطع؟

ج: لا تجوز مشاهدة مثل هذه الصور والمقاطع إذا كانت لإشاعة الفساد أو كانت المشاهدة تورث المفاسد الاجتماعية.

§        كتابة نصوص مسرحية:

س: أنا أعمل في كتابة المواضيع الأدبية والنصوص المسرحية فهل يجوز لي عند كتابة نص مسرحي عن واقعة كربلاء أو ما بعدها أن اكتب حوارات في المسرحية على لسان السيدة زينب و الرباب والسيدة رقية وليلى؟

ج: لا يجوز إذا لم تكن مستندة إلى رواية ولا مثبتة في التاريخ. نعم لا مانع من ذلك بعنوان بيان الحال إلا إذا كان مما يعلم بطلانه وخلافه وعلى أي حال ينبغي ان يصرّح بأنه لسان الحال. وأما ظهور الشخصيات المقدسة فإذا كان مع مراعاة رفعة شأن ومنزلة وقداسة الإمام o وأهل بيته وأصحابه ونسائه q فلا مانع منه، ولكن مع ذلك لا بدّ من مراعاة الاحتياط في هذا المجال [2]

---

[1] أجوبة الإستفتاءات: ج2 المكاسب المحرّمة/ المسرح والسينما: مسألة 131، 132، 133، 134 تباعاً.

[2] استفتاءات من موقع مكتب الإمام القائد: الإستفتاءات الجديدة/ السينما والمسرح.